يشهد شهر رمضان المبارك زيادة كبيرة في استهلاك الطعام، خصوصاً الحلويات، ولا سيما بعد انتصاف الشهر الفضيل، إذ يتجاوز الصائم مرحلة الشعور بالجوع والعطش، ويبدأ جسمه في التكيف مع الوضع الغذائي في الصيام، فيقوم بالإكثار من تناول الحلويات.وإذا كان من المهم أن تحتوي وجبة إفطار الصائم على أصناف غذائية مناسبة لتعويض ساعات الصيام بتناول أغذية تتناسب مع الحاجة الملحّة للجسم للحصول على مصدر سريع الامتصاص لإنتاج الطاقة وسوائل خفيفة غير مثلجة، بحيث يتمكن الجسم من الاعتماد عليها وبسرعة في تزويد الخلايا فوراً بمصدر الطاقة الرئيسي سكر الجلوكوز إلا أن تناول السكريات والحلويات الرمضانية المعروفة كالكنافة والقطايف وغيرها يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم، وإلى أضرار صحية ربما يكون أقلها زيادة الوزن.ففي الأردن شهد الطلب على الحلويات خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك ارتفاعاً في استهلاك الحلويات، خاصة القطايف، وذلك لوجود أعداد كبيرة من المغتربين واللاجئين والسياح.ويقدر استهلاك الأردنيين من أصناف الحلويات بأكثر من أربعة ملايين دينار خلال الأسبوع الأول فقط من رمضان.كما أكدت دراسة سابقة أن حجم سوق الحلويات في الشرق الأوسط يقدر بنحو 113 مليار دولار وأن السعودية وقطر تمثلان 15 في المئة من حجم هذه السوق، حيث زاد ارتفاع معدلات استهلاك الشيكولاتة بسبب ارتفاع فائض الدخل واتساع شريحة المستهلكين من الأطفال والذين هم ضحايا هذه الصناعة بالدرجة الأولى حيث تنتشر بينهم الإصابة بأمراض السمنة والسكر.كما أكدت الدراسة أن السعودية تستهلك أكثر من 200 طن من الشيكولاتة في شهر رمضان وحده بكلفة قدرها 100 مليون ريال سعودي.وتؤكد الدراسة ذاتها أن المواطن المصري يستهلك 27 كيلو جراماً من السكر سنوياً في حين أن المعدل العالمي لاستهلاك السكر لا يزيد على 6 كيلو جرامات سنوياً، كما تضيف الدراسة أن 83 في المئة من المصريين يغيرون عاداتهم الغذائية في رمضان، حيث يرتفع استهلاك الحلويات بنسبة 66.5 في المئة سواء في الأطعمة أو المشروبات المحلاة بالسكر.وفي سورية ترتفع كلفة استهلاك الحلويات إذا ما قورنت بمتوسط الدخل الشهري للموظف، فإذا كان متوسط استهلاك الأسرة خلال شهر رمضان يبلغ 4 كيلو جرامات فقط من الحلويات فإنها تكلف الموظف راتبه الشهري باعتبار أن كيلو الحلويات الجيد يراوح سعره بين 3500 و4000 ليرة سورية أما الحد الأدنى فيبدأ السعر بـ2000 ليرة والأعلى بـ6000 ليرة.