الربيح والعيثان وعبدالباري يضيئون الدمام شعراً
  • Posted on

الربيح والعيثان وعبدالباري يضيئون الدمام شعراً

وسط حضور جماهيري نخبوي كثيف، أقيمت مساء أمس الخميس أمسية شعرية لنخبة من الشعراء المتألّقين والمتميّزين وذلك على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام. الأمسية أقيمت بتنظيم ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، حيث شارك في الأمسية الشاعر السوداني محمد عبدالباري والشاعر باسم العيثان والشاعر حسن الربيح، وقد دارت كأس الشعر بينهم في ثلاث جولات افتتحها مقدم الأمسية علي النمر. البداية مع الشاعر باسم العيثان، العضو المؤسّس بملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام، حيث ألقى مجموعة من النصوص الشعبية ذات النكهة العراقية التي تميّزه، تراوحت تلك النصوص بين القصيدة والومضة والأبوذية والدارمي والموال، كقوله: بعت كومة وفا للمايقدرون وبالصّد اشترى ذاك الأريده مثل ذاك العليل البات محموم اشترى بكومة ذهب چوية حديده من كثر التصد قلت اركب الموج بعت صدّ اشتراني الما أريده ثم انتقلت دفّة الأمسية إلى الشاعر حسن الربيح، والذي صدر له حتى الآن ثلاثة دواوين اثنان منهما في أدب الطفل، وقد حصل على جائزة الشارقة للإبداع ومؤخّراً جائزة دولة قطر لأدب الطفل، وقد تراوحت نصوص الربيح بين التأمّل والحب والدعوة إلى السلام والوقوف بوجه الحروب، يقول الربيح في نص أسئلة إلى آدم: يا أَبانا، الَّذي ما رآنا أُنادِيكَ مِن زَمَنِ السَّحْقِ، والحَرْقِ: لو كُنتَ خَلَّفتَنا في الجِنانِ، أَكانَت لـ(قابِيلَ) فِكرتُهُ، في الدِّماءِ؟! وهَل سيُنادي هُنالكَ، (فِرعَونُ): إِنِّي أَنا ربُّكُمْ؛ بِيَمِينيَ رِزقُ الرِّضا، وبيُسرايَ للرَّافِضِينَ سِياطُ عَذابْ؟ يا أَبانا، الَّذي لَم نَرَهْ، كَيفَ جِئْتَ إِلى الأَرضِ؟ مِن أَيِّ دَربٍ هَبَطْتَ، وأَيُّ المَراكِبِ قادَتْكَ، بَينَ السَّحابْ؟ دُلَّنا؛ لِنَفِرَّ إِلى ذَلكَ المَلجَأِ المُشتَهَى، والمآبْ ما تَبقَّى هُنا، مِن بَنِيكَ، وُحُوشٌ تَدُبُّ عَلَى النَّومِ.. تَترُكُ في الفَجْرِ، رُعبًا يُطارِدُ طَيرَ النَّهارِ، ويَحتَلُّ أَعشاشَهُ في المساءِ فأَينَ المَفرُّ، وكلُّ الجِهاتِ ذِئَابْ؟ زادتِ الأَرضُ قُبحًا، فَكيفَ لنايِ المُغَنِّي يُراقِصُ هَذا الخَرابْ؟! *** وكانت الجولة الأخيرة في كل دورة مع الشاعر العربي الأنيق محمد عبدالباري، والذي صدر له حتى الآن ديوانان شعريان فاز أحدهما بجائزة الشارقة للإبداع والآخر حصد جائزة السنوسي، وقصائد عبدالباري اتسمت باللغة المثقفة الشاعرية العذبة، وتنوّعت موضوعاتها وتعدّدت بين الغزل والتأمّل والتصوّف والدعوة إلى السلام، يقول عبدالباري في نص الغيمات حين تمر: يومَ لا ينضبُ شلالُ الصبايا تنتهي هندٌ لكي تبدأ مايا الجميلاتُ دوارٌ دائمٌ وهواهنّ دخولٌ في المرايا حين يمشينَ فيا أرصفةً لم يعد فيها من الصبرِ بقايا حين يحكينَ يُعلقن المدى في ضبابٍ شهرزاديّ الحكايا حين يغمزنَ تقومُ الحربُ من نومِها والموتُ يختارُ الضحايا حينَ يمكرنَ فـ "طروادةُ" قد سقطتْ والخيلُ حبلى بالسرايا حينَ يضحكنَ تجفُ الشمسُ كي يطلعُ الصبحُ بتوقيتِ الثنايا حين يأرقنَّ تنادي نجمةٌ : أيها الليلُ اتقدْ بُنّا وشايا وفي ختام الأمسية قام رئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي زكي السالم، والمنسق العام للأمسية علي طاهر البحراني بتقديم درع الملتقى لمدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشاعر أحمد الملا، موقعين بذلك آفاق تعاون مشترك بين الملتقى والجمعية، كما تم تكريم الشعراء المشاركين ومقدم الأمسية، وفي الختم التقطت صورة جماعية للحضور. وقد أبدى الجمهور الذي حضر الأمسية بكثافة تفاعله وإعجابه بتنظيم وإعداد الأمسية وبالشعراء والنصوص التي ألقيت.