"الديناصور الطيب" يتوّج حصاد عام ناجح
  • Posted on

"الديناصور الطيب" يتوّج حصاد عام ناجح

كان ستيفن سبيلبيرج يرغب في تقديم قصة خيالية عن علاقة الإنسان بالديناصورات، من خلال سلسلة أفلامه الشهيرة "جوارسيك بارك" أو حديقة الديناصورات، والتي حققت الملايين، والآن حان دور شركة بيكسار، مجددة عالم الرسوم المتحركة لكي تقدم تجربة أنثربولوجية طريفة وغنية عن هذه العلاقة تحت عنوان "الديناصور الطيب". وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها استديوهات بيكسار، المملوكة لشركة ديزني بطرح عملين في نفس العام، كان "من الداخل إلى الخارج" العمل الأول، وقد تم عرضه ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، وحقق نجاحاً كبيراً وإشادة واسعة من جانب النقاد، أما العمل الآخر "الديناصور الطيب" فهو الذي سيتم عرضه قريباً، وسط توقعات كبيرة بأن يحقق إنجازاً مماثلاً. يحتوي "الديناصور الطيب" على مضمون طريف ومقنع في نفس الوقت، قصة طفل وديناصوره، وهو بالطبع ليس كاي ديناصور، وبكل تأكيد هذا الصغير ليس كأي طفل، حيث يتناول السيناريو الذي قدمه بوب بيترسن، المخرج الأول للفيلم، قصة المذنب الذي ضرب كوكب الأرض وأدى لانقراض الديناصورات، وظروف الحياة بعد ذلك والتي جعلت من الممكن أن تنشأ علاقة صداقة بين إنسان ووحش من عصور ما قبل التاريخ، ينتمي الطفل للعصر الحجري وفترة إنسان الكهوف، أما الديناصور فهو من النوع النباتي، لم يتمكن من التواؤم مع بيئته الطبيعية ويبحث عن طريقة ليثبت ذاته. يبدأ تطور القصة التي كتبها الإيطالي انريكو كاساروزا، والذي ترشح للأوسكار عن فيلمه القصير "القمر" عام 2012، حين يلتقي الديناصور المراهق والمنتمي إلى فصيلة أباتوصور ويدعى "أرلو" ويبلغ طوله 70 قدماً، أثناء رحلته العجيبة، بالفتى "سبوت" من بني البشر، وتتطور بينهم علاقة صداقة ستغير مجرى حياتهما للأبد. انتهى العمل بالفيلم بين يدي المخرج بيتر شون، وتشير تعليقات النقاد الذين شاهدوا الفيلم في العرض الخاص حتى الآن إلى أن العمل جيد، ورغم ذلك هناك توقعات ألا ينضم الفيلم لقائمة الأعمال الرائعة التي قدمتها بيكسار حتى الآن، حتى لو نجح في تحقيق إيرادات ضخمة في شباك التذاكر. ترى مجلة "فاريتي" المتخصصة أنه كان من الأجدر عرض الفيلم خلال نوفمبر الماضي، قبل فترة من طرح الجزء الجديد من سلسلة حرب النجوم "قوة الأوكنز"، والذي يتوقع أن يحطم كل الأرقام القياسية من حيث الإيرادات. ويعيد هذا العمل أمجاد بيكسار من حيث الابتكار، بعد اتهامات بأنها تعيش منذ فترة طويلة على نجاح إنتاج أجزاء جديدة من أعمالها الناجحة في الماضي، ولكن إنجازات العام الجاري مع فيلمي "الديناصور الطيب" و"من الداخل إلى الخارج" نجحت بيكسار في دحض هذه الاتهامات، ومع ذلك لا يتوقع الخبراء أن يصل أيٌّ من العملين إلى المكانة التي حققتها أفلام مثل "قصة لعبة" بأجزائه و"سيارات" بأجزائه. من الطريف أيضاً أن تسند مهمة إخراج فيلم رسوم متحركة إلى ممثل دوبلاج صوت سابق مثل شون، والذي تولى أيضاً مسؤولية اختيار قائمة فريق العمل الذي سيقوم بالأداء الصوتي في الفيلم، ومن بينهم رايموند اوتشوا ثم ستيف زان وفرنسيس ماكدورماند وآنا باكين، الحائزة على الأوسكار عن دورها في فيلم "البيانو". يقول شون "لقد كان جهداً جماعياً، وهذا يظهر في مشاهد عدة، ويذكر أحياناً ببعض ملامح "كيف تروض تنينك"، خاصة من ناحية تطور العلاقة بين الطفل والديناصور، ولكنه به بعض تفاصيل من "كتاب الغابة" و"الملك الأسد"، وغيرها من الأعمال الكلاسيكية التي ميزت ديزني، تضفي عليها روعة الموسيقى التصويرية التي قدمها مايكل دانا وشقيقه جيف"، وربما تعد هذه هي المرة الأولى التي تستعين فيها بيكسار بمؤلفين لوضع الموسيقى التصويرية لأحد أعمالها. وقد حرصت استديوهات بيكسار على نقل فريق العمل إلى مناطق ريفية مثل وايمنج، أوريجون ومونتانا، لإضفاء مزيد من الواقعية على العمل والمشاهد التي تتضمن فترة كهوف العصر الحجري، والتي تعد من المشاهد الحيوية المؤثرة في الفيلم، وهي كلها عناصر حرص صناع الفيلم على إبرازها لتقديم فيلم يناسب جميع أفراد الأسرة.