الخطوبة عبر الإنترنت.. مزايا قليلة ومشكلات كثيرة
  • Posted on

الخطوبة عبر الإنترنت.. مزايا قليلة ومشكلات كثيرة

انعكس انتشار التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي المتعددة بشكل كبير على حياتنا اليومية، فطفت على السطح ظواهر جديدة، عمّا كان متعارفاً عليه قديماً أيام الخطبة عن طريق الصالونات، ومنها الخطبة عن طريق الإنترنت.وتتنوع أساليب هذا النوع من الخطبة حسب الحالة، فإما أن يتعارف الفردان اللذان تفصل بينهما مسافات شاسعة وكل منهما في بلد آخر من خلال الإنترنت ثم تتم الخطبة، وإما أن تقوم الأسرة بالخطبة لابنها من إحدى الأسر التي تعرفها، على أن يتم التواصل بينهما فيما بعد عن طريق وسائل الإنترنت المختلفة، وفي حالات أخرى يلتقيان لأول مرة قبيل موعد الزفاف.وفي حالات التواصل عن طريق الإنترنت وأثناء فترة الخطوبة أياً كانت، يكون التواصل بشكل غير مباشر، وهو ما ينجم عنه حدوث خلافات ومشكلات فيما بعد، تهدد استقرار هذا الزواج، فكلاهما كان يرسم صورة خيالية لشريكه، نتيجة عدم الاحتكاك المباشر الذي يكشف صفات كل شخصية.زواج تعيسفي هذا السياق ترى الدكتورة دعاء راجح مستشارة العلاقات الأسرية والاجتماعية أن الإنترنت يعد وسيلة جيدة للتعارف المبدئي مثلها مثل الصالونات والخاطبة وزمالة الكلية أو زمالة العمل أو أي نشاط آخر.وتطالب راجح بضرورة التلاقي المباشر بين الطرفين أثناء فترة الخطوبة للتعارف، موضحة أنه خلال التعارف عبر الإنترنت يتم تقييم الشخص من مجرد كلامه وأفكاره فقط، وفي أحيان كثيرة يكون الكلام والأفكار مختلفين تماماً عن التصرفات والأفعال في الواقع. وتوضح الدكتورة راجح أن الابن الذي يتزوج بهذه الطريقة إما يريد زوجة فقط لإشباع رغباته أو أنه لا يستطيع إلا أن يلبي رغبة أمه في الزواج فيطيعها، مشيرة إلى أن الفتاة التي تقبل هذا الأمر تريد الزواج ولا يهمها حب أو تفاهم أو شراكة حياة، وهذه النوعية من الزيجات غالباً ما تبوء بالفشل.غياب المعايشة الحقيقيةفي حين تقول الدكتورة نهلة ناجي أستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة عين شمس إن "قيام الأهل بالخطبة لابنها المغترب من خلال تعارف الأسر أمر متعارف عليه في المجتمع، إذ يكون هناك توافق بين الأسرتين، أما المخطوبون قد لا يكون هناك توافق بينهم".وتتابع الدكتورة ناجي قائلة: "التواصل عبر الإنترنت له مميزات وعيوب، فميزاته تكمن في الحديث بين المخطوبين لساعات طويلة، ورؤية بعضهما من خلال الكاميرا، أما عيوبه فتتلخص في أنه لا توجد معايشة حقيقية؛ فكل ما يحدث بينهما مجرد كلام، وتفتقد المواقف الحياتية التي تبرز صفات كل منهما".