يعتبر غياب الحوار بين الأزواج- أو ما يطلق عليه "الخرس الزوجيّ"- من أكثر المشكلات التي تهدّد الاستقرار الأسريّ للعديد من الزيجات، خاصةً الحديثة منها، لما يترتب عليه من شعور أحد الزوجين بأنّه يعيش في جزيرة منعزلة عن الآخر، وهو ما من شأنه أنْ يُفسد كل القيم التي شُرِع الزواج من أجلها كالسكن والمودّة والرحمة.وقد أرجعت دراسة حديثة في هذا الصدد أنّ 80% من حالات الخرس الزوجيّ يكون السبب الرئيسيّ فيها كثرة المتطلبات التي تلقى على كاهل الزوج، فتجعله يؤثر الصمت معتبرةً أنّها أكثر المشكلات إزعاجاً للمرأة.وتتعدّد في هذا الشأن معاناة الكثير من الزوجات نستعرض من بينها هذه التجارب:في البداية تقول داليا "37 عاماً" متزوجة منذ 11 عاماً إنّها عانت على مدار فترة كبيرة من مشكلة الخرس الزوجيّ، حيث إنّ زوجها دائم الصمت في المنزل ولا يتحدّث إلّا في الأمور المهمة والضرورية، وفي المقابل حينما يذهب لزيارة أصدقائه تجده لا يكف عن الكلام والضحك، مشيرةً إلى أنّ هذه المشكلة استمرت طويلاً وكانت سبباً في العديد من الخلافات بينهما، مؤكّدةً أنّ مبرره في ذلك دائماً أنّه لا يقصد تجاهلها أبداً، لافتاً إلى أنّها تعلم جيداً مدى ارتباطه بها وبأولادهما، لكن ضغوط الحياة والعمل تجعله كذلك داخل المنزل. فيما شكت "وفاء 33 عاماً" متزوجة منذ خمس سنوات من انشغال الزوج الدائم عنها، حتى وهو داخل المنزل، حيث تجد أنه يسعى لشغل وقته بقراءة المجلات أو مشاهدة المباريات أو الجلوس على شبكات التواصل الاجتماعيّ، مؤكّدةً أنّ هذا الأمر يضفي على علاقتهما قدراً كبيراً من الملل، وعلى الرغم من محاولاتها الدائمة لمبادرته بالحديث معه تصدمها في الغالب ردوده المقتضبة التي تشعرها بالتجاهل والإهانة.في هذا الإطار تقول "الدكتورة هانم صلاح- أستاذ علم النفس": إنّ الخرس الزوجيّ من المشكلات الشائعة خاصة في العام الأول من الزواج.مشيرةً إلى أنّ هناك أسباباً متعدّدة وراء ظهور هذه المشكلة، منها أسباب نفسية وأخرى اجتماعية:الأسباب النفسية: تتمثّل في أنْ يكون الزوج شخصية انطوائية بطبعه ولا يميل كثيراً للتحدّث، وهو أمر تستطيع المرأة أنْ تكتشفه قبل الزوج ويكون لديها الخيار على التكيف معه أو لا.وتابعت: من بين الأسباب النفسية أيضاً أنْ يكون الزوج نشأ في بيئة كان الخرس الزوجيّ وفتور العلاقة بين الزوجين هو الصفة السائدة ما يترك في نفسه تراكمات نفسية تجعله يميل على ممارسة ما تربى عليه.أما الأسباب الاجتماعية: فتتمثّل في انعدام الكفاءة بين الزوجين من الناحية العلمية والثقافية وغيرهما من الاهتمامات الأخرى، ما يزيد فرص ظهور الخرس الزوجيّ وانعدام الحوار.وكذلك أيضاً ضغوط الحياة وأعباء العمل وروتينية الحياة، ما يجعل الزوج يفضل الصمت وقلة الحديث مع زوجته.ناصحة الزوجة الذكية بالسعي لحل المشكلة ولا تكتفي بالشكوى منها، وذلك من خلال:إضفاء التجديد المستمر على حياتهما.مشاركة الزوج اهتماماته.محاولة إيجاد اهتمامات جديدة مشتركة تجعلهما أكثر تواصلاً.