الجامع الأزهر.. مِنْبر عِلم شاهد على تاريخ مصر
  • Posted on

الجامع الأزهر.. مِنْبر عِلم شاهد على تاريخ مصر

أكثر من ألف سنة مرت على تأسيس الجامع الأزهر في مدينة القاهرة وهو لا يزال رمزاً من الرموز الإسلامية في مصر، بل أشهرها في العالم الإسلامي، ولا يزال مؤسسة لها تأثير عميق يأتي إليها القاصي والداني من كل حدب وصوب، ولمَ لا وقد لعب دوراً دينياً وتعليمياً وسياسياً على مرّ العصور، كما يعد ثاني أقدم جامعة في العالم بعد جامعة القرويين.يُعتبر الجامع الأزهر رابع جامع تم تأسيسه في مصر، فقد بُنِي قبله جامع عمرو بن العاص في الفسطاط، وجامع العسكر في مدينة العسكر، وجامع أحمد بن طولون في مدينة القطائع.ويعد الجامع الأزهر تحفة معمارية، إذ تبلغ مساحته الآن نحو 12 ألف متر مربع، وله 8 أبواب و5 مآذن، وكان للجامع عشرة محاريب تبقّى منها ستة ومنبر واحد، وبالمسجد أكثر من 380 عمودًا من الرخام. كانت مساحة الجامع وقت إنشائه حوالي نصف مساحته الحالية، وكان عبارة عن صحن تطل علية 3 أروقة.في عهد الدولة الفاطمية وفي محاولة لنشر المذهب الشيعي في مصر قام جوهر الصقلي ببناء الجامع الأزهر عام 359هـ/970 م بأمر من الخليفة المعز لدين الله، واستغرق بناؤه عامين، وسمي وقتها جامع القاهرة، واختلفت الآراء حول تسمية الجامع الأزهر بهذا الاسم، فهناك من يرى أن الفاطميين أطلقوا عليه اسم الأزهر تيمناً ونسبة إلى فاطمة الزهراء، بنت الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، والبعض يقول إن تسميته جاءت تفاؤلاً بما سيكون عليه من شأن وازدهار العلوم فيه.ونظراً لمحاربة الأيوبيين المذهب الشيعي فقد أهمل الجامع الأزهر، إلى أن التفت إليه المماليك، بعدما كان مغلقاً وقاموا بفتحه وتعميره، ومنذ ذلك الوقت وللأزهر مكانة كبيرة.وكان للأزهر دور كبير في مواجهة الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت، حتى إن الجنود الفرنسيين دخلوا الجامع بالخيول وألقوا بالمصاحف على الأرض، وأغلقوا الجامع.أثناء الاحتلال البريطاني لمصر كان لشيوخ الأزهر دور كبير في مقاومته من أمثال الشيخ محمد عبده، وحاول الإنجليز كثيرا منذ بداية الاحتلال القضاء على الأزهر كمركز للإسلام، حتى الجامع نفسه لم يسلم من التخريب والسرقة من المحتل الإنجليزي، فقاموا بسرقة المنبر الأصلي والتاريخي للجامع ولا يزال حتى الآن موجوداً في أحد المتاحف البريطانية.لم يكن الجامع الأزهر مسجداً فحسب بل كان منبراً للعلم على مرّ الزمان وكانت تُعقَد فيه حلقات العلم، إلى أن تم إنشاء جامعة الأزهر المنبثقة عنه، ومازالت علوم الأزهر تدرس في المعاهد والجامعات.