التواصل مع الذات أساس الإبداع
  • Posted on

التواصل مع الذات أساس الإبداع

  لا بأس من أن تتحدث قليلاً مع ذاتك، ولا تقلق، فلا يعتبر ذلك نوعاً من الجنون، فحوار النفس قد يكشف لك بعض الأمور وقد يساعدك على تطوير ذاتك، فلتُخصص وقتاً لنفسك فقط لأنها حقاً تستحق ذلك. تشير الدراسات النفسية إلى أن مخاطبة الذات تقوم على إجراء حوار بين الإنسان وعقله الباطن؛ مما يساعده على اتخاذ القرارات وتحديد الاختيارات. كما تعتبر وسيلة من وسائل تقويم وإصلاح الإنسان لنفسه سواء فيما يُقدّم عليه من خطوات في المستقبل، أو التفكير في الماضي وهو ما يسمى بثرثرة العقل. تقول الدكتورة بسمة سليم، استشاري التدريب والتأهيل، عن أهمية الحوار مع الذات إن الإنسان هو الوحيد القادر على صناعة ذاته من حيث تحديد الاختيارات واتخاذ القرارات التي تصب في مصلحته. مضيفة أنه لكي يتحقق ذلك لابد أن يتبع الشخص مسلكاً إيجابياً ، مبتعداً تماماً عن جميع مصادر الرسائل السلبية في الحياة، والأساس في الأمر هو تحديد الأهداف حيث يجب أن يراعي الآتي: - تحديد الأهداف في ضوء الإمكانات المتاحة والمناخ المجتمعي العام. - لابد أن تتناسب الأهداف مع القدرات. - لا بأس من كتابة الأهداف في ورقة لإحداث التواصل الحركي بين العين وحركة اليد؛ مما يجعل المخ يستقبل الرسالة بصورة أقوى. - التخطيط الجيد ودراسة العواقب المحتملة. - البدء في التنفيذ. مؤكدة أن تلك الخطوات المنهجية تتم من خلال إجراء حوار منطقي داخلي مع الذات من أجل تقييم الأوضاع الراهنة والاشتغال على تحقيق الأهداف. وتعلّق الأستاذة لمياء محمد، المتخصصة في تطوير الذات، في برنامج "سيدتي" المذاع على فضائية روتانا خليجية بأنه لولا الحديث مع الذات ما تمكّن الإنسان من التعرّف على إمكانياته وتحديد أهدافه في الحياة، وأن التواصل مع العالم الخارجي لا يغني أبداً عن التحدث إلى النفس. موضحة أنه كلما زادت درجة الوعي لدى الإنسان زادت قدرته على الحوار البنّاء مع النفس من أجل تعديل السلوك، وهناك بعض مقومات الحديث مع النفس مثل: - الرغبة الداخلية. - قوة الإرادة. - خطة بسيطة للوصول إلى التغيير. أي أن مجرد التمنّي أو التواصل اللفظي فقط مع الذات والذي يفتقد المشاعر والرغبة القوية في تحقيق الأهداف لا يكفي، بل لابد من التفكير المصحوب ببعض الخطوات العملية. كما أشارت محمد إلى أن هناك أنواعاً للحديث مع الذات مثل: - التواصل مع النفس من خلال الأفكار فقط؛ أي أن الأفكار تتحوّل إلى أفعال ومن ثم عادات. - الحوار الداخلي مع النفس؛ وهو إما يكون إيجابياً فيعمل على تحفيز وتشجيع الذات، أو سلبياً والذي يعمل على تدميرها. - التفكير بصوت عالٍ؛ وتلك هي الطريقة الأكثر شيوعاً بسبب عجز البعض عن حوار النفس بصورة صامتة والتي قد تتخذ بعض الأنماط مثل أنا إيجابي، قادر على التغيير إذن أنا مستعد للتطوير، وذلك يتم بشكل تدريجي مما يساعد الإنسان على التغيير الكلي. كما حددت محمد بعض مستويات للتحدث مع الذات وهي: - التشجيع الإيجابي والذي يأتي من خلال ثقة الفرد بنفسه؛ ومن ثم إقدامه على تحقيق الأهداف. - الاتكالية وهي انتظار التصفيق والتشجيع من الآخرين؛ مما يسبب التراخي عن الأداء، وهنا قد يكون لدى الإنسان الرغبة في التغيير ولكنه يضع العقبات دائماً أمامه، وبالتالي لا يحقق شيئاً. - قتل الذات من خلال الصورة السلبية التي يكوّنها الإنسان عن ذاته؛ مما يجعله يرى نفسه فاشلاً وغير قادر على الإنجاز. موضحة بعض النصائح من أجل إجراء حوار بنّاء مع النفس من خلال اتباع قواعد برمجة العقل الباطني وهي: - تحديد الهدف بدقة: ماذا أريد؟ - يجب أن يكون الهدف إيجابياً بالطبع. - هل يناسبني ذلك؟ - تذكير النفس دائماً بذلك الهدف. - يجب توظيف التحفيز الداخلي وغض الطرف عن البيئة المحيطة. - التحلّي بالإرادة القوية التي تخلق الدافع نحو الوصول إلى الأهداف.