"الإنجليزية".. لغة التفاخر في المجتمع السعودي!
  • Posted on

"الإنجليزية".. لغة التفاخر في المجتمع السعودي!

يتفاخر كثير من السعوديين باللغة الإنجليزية في حال كانوا متقنين لها على من لا يتقنون هذه اللغة أو لا يعرفون مفاتيحها على الأقل من مجتمعنا لأننا ببساطة مجتمع نصفه تقريباً إن لم يكن أكثر لا يعرفون عن الإنجليزية سوى"C، B، A"، بينما تتخذ بقية دول العالم اللغة الإنجليزية منهجاً أساسياً يدرسونه باحتراف مضيفين إليه لغات أخرى، وهنا تبرز لبنان التي يتقن شعبها بأكمله "الفرنسية"، كما يتقن معظمه "الإنجليزية"، بينما يتقن جزء كبير منه "الألمانية"، وبعضه "الإسبانية" أيضاً.ورغم أن إتقان الإنجليزية لم يعد صعباً، حيث تم تطوير المناهج وإدخالها كمقرر أساسي إلى المرحلة الابتدائية بعدما كانت تقتصر على مرحلتي المتوسطة والثانوية فقط في التعليم الحكومي وبشكل سطحي جداً، بينما كان يستأثر التعليم الأهلي بوجود هذا المنهج منذ الصف الأول الابتدائي إلا أننا ما زلنا أميين في هذه اللغة ونشعر بالانبهار في حال وجدنا من يتقنها من بيننا أو في حال صادفنا طفلاً سعودياً يتحدثها بطلاقة!المشكلة في المنهجيقول الأستاذ عادل المالكي مشرف تربوي لغة إنجليزية: "مشكلة السعوديين مع اللغة الإنجليزية تبدأ من المدرسة، فالمنهج يعطيهم الأساسيات فقط ولا يقدمها بشكل قادر على تحدي الذاكرة، ولذلك تتبخر هذه الأساسيات مع كل إجازة صيفية لينتقل الطالب من صف لآخر وهو ينتظر أن يتعلم كل شيء من جديد لا أن يكمل حيثما توقف، والمشكلة الأكبر تبدأ بعد انتهاء الدراسة الثانوية أو الجامعية، حيث يخاف السعوديون من استخدام ما تعلموه في المدرسة من كلمات إنجليزية لعقد بعض الحوارات التي قد تنمي هذه اللغة بهم خوفاً من أن يخطئوا، ولذلك سرعان ما ينسوها، يجب أن توضع حلول جادة بشأن تعليم اللغة الإنجليزية في السعودية، ويجب أن يُستفاد من الدول العربية التي أصبحت شعوبها تتحدث الإنجليزية بطلاقة اعتماداً على مناهج الدراسة من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وهذا ليس خطأ، فالتجربة خير برهان، وعلينا أن نعترف بأهمية هذه التجارب واستيراد الناجح منها".عقدة الدونيةوعن التفاخر باللغة الإنجليزية، والذي أصبح مشهداً يزعج غالبية من لا يتقنون هذه اللغة، يقول الكاتب عمار باطويل: "نلاحظ أن من يتحدث اللغة الإنجليزية يتكلم بها في مجتمعه العربي ومع العرب أنفسهم في الشارع، أو البيت أو في المحال بل وصل الحال إلى بعض الناس عندما تكون معه مقابلة ما في التلفاز أو الراديو يقوم بالمزج بين اللغة العربية وبعض المفردات الإنجليزية، وهو ليس مضطراً إلى ذلك، وحينها يضيع المعنى أو جزء من مضمون الحوار على المستمعين، فهل هي عقدة أو الشعور بالدونية تجعل الشخص يبحث عن بعض الوسائل ليشعر الناس بأنه مميز، وربما كان وراء هذا التصرف البحث عن الاستعلاء على الآخرين، وهذا ليس إلا من الكبرياء والتفاخر والنظر إلى الناس بنظرة دونية تستحقر الآخر، وكأن بعض من يجيد اللغة الأجنبية يقول انظروا إلي ها أنا ذا مميز بلغتي وأنا إنسان متطور".ويضيف باطويل: "هذا الشيوع الظاهر الحاصل في المجتمعات العربية دليل على التمايز الطبقي حتى أصبحت اللغة اليوم عنصرية جديدة لا يشعر بها إلا القلة القليلة من البشر، فكيف نفسر من يقوم بالتحدث باللغة الأجنبية في مجلس عربي وكل الوجوه والحضور عرب، فهل يوجد مبرر وراء هذا التصرف غير المقبول؟ لقد أصبحت اللغة الإنجليزية في بعض المجتمعات العربية رمزاً للتفاخر وتحولت عند البعض من لغة البحث والعلم إلى لغة التفاخر والتمايز الطبقي في اللغة، وما صفحات بعض الصحف العربية وكذلك صفحات الإنترنت، خاصة "فيسبوك" و"المنتديات" إلا دليل على ذلك الشيوع الخطير في مجتمعنا العربي الطبقي، فمن يستطع أن يوقف التمايز الطبقي في اللغة؟".