يلجأ رعاة الاغنام إلى استخدام هرمونات محظورة لتسمين خرافهم خلال فترة قصيرة، لتحقيق أعلى ربح عن طريق البيع السريع، بالرغم من خطورة تلك الهرمونات على الماشية والإنسان. وتعمل تلك الهرمونات على مضاعفة وزن الحيوان خلال مدة وجيزة، مما يجعلهم لا يتحملون تكاليف الغذاء الطبيعي من الأعلاف والبرسيم. ويتوقع البعض أن تلك الهرمونات يتم بيعها في الخفاء نظرا لخطورتها، ولكنها تتوفر على أرفف الصيدليات البيطرية في محافظة جدة بثمن 250 ريال، وهذا ما كشفه محرر صحيفة "المدينة" في المغامرة الصحفية التي أجراها للكشف عن الأمر الذي أصابه بالذهول، حيث يمكن الوصول إلى تلك الهرمونات التي تضاعف وزن الحيوان خلال 15 يوما بسهولة. الكارثة لا تكمن فقط في سهولة الحصول على تلك الهرمونات، ولكن أيضا تسببها في الكثير من المشاكل الصحية للمستهلك، حيث تصيبه بعدد من الأمراض الخطيرة، كالعجز الجنسي، والفشل الكلوي. وقال محرر "المدينة"، الذي تخفى في دور مربي ماشية، إنه توصل من خلال مغامرته الصحفية إلى أن تلك الهرمونات تدخل إلى المملكة عن طريق التهريب، حيث يهربها بعض الأشخاص عن طريق دول خليجية. وأوضح أنه من بين العديد من الصيدليات التي قام بزيارتها هناك طبيبا نصحه بعدم استخدام تلك الهرمونات لما لها من أضرار على المستهلك، كما أنها محرمه شرعا، وأخبره عن أماكن توافره بالصيدليات البيطرية في سوق الأنعام المركزي بجدة، والتي يقوم بعضها بنزع الملصق من العبوة تضليلا للجهات الرقابية. وقال الدكتور البيطري، طلال بكر، إن تناول الرجال للحوم الحيوانات المحقونة بهذا الهرمون يصيبه بالعجز الجنسي، كما يصيب الأنثى باضطراب في هرموناتها، ويحدث خللا في عملية التبويض، فضلا عن الإصابة بفشل وظائف الكبد والكلى. وقال مدير إدارة الثروة الحيوانية بوزارة البيئة والمياه والزراعة، الدكتور إبراهيم قاسم، إن الوزارة تمنع استخدام هرمونات التسمين، وتحرر محاضر ضبط مخالفة للصيدلية التي تقوم ببيعها، وترفع الأمر للهيئة العامة للغذاء والدواء لاتخاذ العقوبة المناسبة. وأشار إلى أن الوزارة تقوم بعدد من الحملات الإرشادية للتوعية ضد المضادات الحيوية، والهرمونات بجميع مناطق المملكة، وتتابع لجان خاصة المشروعات للتأكد من خلوها منها.