احذري.. لا تكوني طبيبة أطفالك دائماً
  • Posted on

احذري.. لا تكوني طبيبة أطفالك دائماً

من أصعب المواقف التي تتعرّض لها الأم مرض طفلها، حيث يتحوّل من حالة النشاط والحيوية إلى حالة من السكون والإعياء، وهنا تحاول الأم علاج طفلها بشتى الطرق، وهناك بعض الأمهات اللاتي لا ينتظرن ميعاد الطبيب فتتقلّد هي ذلك الدور وتخرج الطبيبة التي بداخلها، محاولةً إنقاذ طفلها، وقد يجدي الأمر نفعاً أحياناً، مثل تعرّض الطفل لبعض الجروح والإصابات جرّاء الحركة واللعب، فلا بأس من أن تتولى الأم مهمة إسعافه بشكل مبدئي؛ حتى يتم عرضه على الطبيب، لكن لا مجال للثوابت هنا، فالطفل الذي يعاني من الحرارة المتكررة مثلاً قد تختلف أسبابها من مرة إلى أخرى، وعلى ذلك فإنّ الوقوف على أسباب وأعراض المرض هو مفتاح العلاج، وهنا لا بد أنْ تتنحى الأم جانباً معطيةً الأمر كاملاً لطبيب الأطفال.ولعلّ هناك بعض الدوافع التي تجعل الأم أحياناً طبيبة أطفالها مثل الخوف على الأبناء من الأخطاء الطبية أو الإهمال في المستشفيات، وقد أشارت إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت في جامعة ميشغن بالولايات المتحدة الأمريكية إلى تفاقم نسبة الأخطاء الطبية على مستوى العالم، ولا يقتصر الأمر فقط على المراكز الطبية الأقل في الإمكانات، بل قد تقع أخطاء جسيمة أيضاً في بعض المستشفيات والمراكز الطبية الشهيرة، كما أشارت آخر الإحصاءات الصادر عن المؤسسة القومية الحكومية الصحية في الولايات المتحدة إلى ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الأخطاء الطبية لتصل النسبة من 48 إلى 98 ألف حالة سنوياً.وتقول "داليا ممدوح– أم لطفلين ومحاسبة : "وقتي لا يسمح بالانتظار في عيادات الأطباء، ونظراً لتكرار مرض أبنائي خلال فصل الشتاء فأنا أنفّذ تعليمات الطبيب السالفة في كل مرة، أي أعالجهم بنفس الطريقة وأعطيهم نفس الجرعات، لأنني أعتقد تماماً أنّ زيارتي المتكررة للطبيب لا فائدة منها طالما أستطيع إدارة الموقف" .فيما قالت "غادة كمال- ربة منزل وأم لثلاثة أطفال": الموقف كلّه هو خوفي من أنْ تكون الحالة خطيرة، ويطلب مني الطبيب الذهاب إلى المشفى، ما يجعلني أعالج ابني بنفسي، لأنني أكره أنْ أقصد المستشفيات، ولا أثق إطلاقاً بالخدمة الطبيبة المقدّمة، فإذا تعرّض ابني للحرارة مثلاً أعطيه العلاج المعتاد وأتبع الطرق التقليدية في خفض الحرارة.وفي السياق نفسه استنكر "الدكتور قطب السيد- عضو الجمعية المصرية لطب الأطفال" قائلاً: إنّ الأعراض المصاحبة لبعض الأمراض قد تتشابه في بعض الأحيان، لكن قد يختلف التشخيص من مرة إلى أخرى.مشيراً إلى أنّ الخطأ الشائع الذي تقع فيه أكثر الأمهات هو محاولة التصرّف من خلال اتباع نفس الطرق العلاجية، فأعراض النزلات الشعبية مثلاً قد تتشابه مع أعراض الحساسية المزمنة، والتخبط في خطة العلاج قد يؤثر سلباً على صحة الطفل.لذا ينصحنا "السيد" بأنّه لا بد من استشارة الطبيب، لأنّه هو الأكثر قدرة على التصرّف في هذا الموقف، كما يجب على الأمّ عدم الاستسلام لغريزة الأمومة التي تملي عليها محاولة إنقاذ الطفل بأيّ طريقة، بل لا بد من التفكير الجيد واستشارة الطبيب واتباع التعليمات حتى تضمن عدم حدوث أي آثار سلبية للطفل.