احتفالات القرقيعان في مختلف الدول العربية
  • Posted on

احتفالات القرقيعان في مختلف الدول العربية

يرتبط شهر رمضان دائماً في أذهاننا بالخير والبركة والسرور والتسامح والاحتفالات. فمنذ دخوله تحل نفحات من البركات الإلاهية على النفوس والبيوت ونسمات من الحب والتسامح على جميع العلاقات وفي كافة الأصعدة. ومن أبرز الاحتفالات الرمضانية القديمة التي لم تندثر إلى يومنا هذا رغم دخول التكنولوجيا والتطور والعصرنة الاحتفال بليلة النصف من رمضان، والتي تختلف تسميتُها من بلد إلى آخر، فهناك من يُسميها قرقيعان أو القرقاعون أو القرقيعانة، وهناك أيضاً من يطلق عليها اسم الكركيعان.وعن سبب التسمية فيقولون إن الاسم مشتق من قرع الباب وذلك لأن الأطفال يقومون بقرع الأبواب، وهناك من يقولون إنه مشتق من قرة العين وهو ما فيه من بهجة وسرور وفرح. أما عن كيفية التحتفال بهذا اليوم وكما ذكرنا سابقاً فإن الأطفال هم الأبطال الأساسيون، حيثُ إنهم يلبسون ملابس جديدة تعتمد على ألوان كثيرة وتكون تراثية في معظمها ويطوفون على البيوت وهم حاملون أكياساً لتجميع الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من البيوت. وقد تختلف بعض التفاصيل الصغيرة من بلد عربي إلى آخر، فمثلاً دول المغرب العربي لا بد من طبخ الطبق التقليدي والذي يُسمى "الكسكسي"، ومن ثم توزيعه على جيرانهم، إضافة إلى طبق حالي يُسمى "الزريرة"، والذي يوزع على الأطفال حينَ قرعهم للبيوت، كما تقوم الجدات بوضع الحناء للبنات الصغيرات كعُنصر تفاؤل واحتفال، ناهيك عن انطلاق أصوات مكبرات الصوت التي تصدحُ بابتهالاتٍ في مدح الرسول الكريم. أما في الخليج فالأمر لا يختلف كثيراً عن المغرب العربي، فهُنا أيضاً يقوم الأطفال بلبس ملابس جديدة بألوان زاهية، والتي عادةً ما تُخاط خصيصاً لهذه المناسبة بالتحديد، ويقومون على إثرها بالتجوال بين بيوت الحارة والقرع عليهم وأخذ بعض الحلويات والمكسرات وهم يرددون أغاني شعبية معروفة ومخصصة للقرقيعان. فالكويت مثلاً يغنون:" قرقيعان وقرقيعان بين أقصير ورمضان. عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام. يا لله تخلب ولدهم يا لله تخلي لأمه". أما في الإمارات فيقولون: "إنطونه حق الله يرضى عليكم الله، جدام بيتكم دلة. عسى الفقر ما يدله. وفي السعودية يغنون: "عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم. يا مكة يا معمورة يا أم السلاسل والذهب عطونا من الله. يسلم لكم عبدالله". وتبقى هذه العادة من أجمل العادات التي ما زالت موجودة في معظم الدول العربية والتي تبعث السرور والمرح في نفوس الأطفال، والتي نتمنى ألا تضمحل أبداً مع مرور الزمن.