إلى كل الآباء .. الإنفاق على الأبناء وحده لا يكفي !
  • Posted on

إلى كل الآباء .. الإنفاق على الأبناء وحده لا يكفي !

يخطئ من يظن أن تربية الأبناء هي دور الأم فقط، وأن الأب مجرّد آلة تعمل لتوفّر الأموال اللازمة للمعيشة، فالتربية مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كلا الوالدين، وبغياب أحدهما يحدث خلل أسري محتّم، قد يؤدي إلى حدوث حالة من التفكك أو الفشل الذي ينعكس بصورة سلبية على الأبناء. وجدت دراسة أجريت مؤخراً أن 20% من الآباء السعوديين متعطشون لمعرفة المزيد حول تربية الأطفال، وكيف يكونون آباء أفضل، بينما 57% راضون عن أدائهم وأنهم ليسوا بحاجة لمعرفة المزيد حول التربية، بينما كانت نسبة 17% يعتقدون أن التربية سهلة ولا تحتاج لمزيد من المعرفة، أما 5% فهم مقرّون بأهمية المعرفة حول التربية، لكنهم ليسوا قلقين من عدم معرفتهم. ووجد الباحثون القائمون على الدراسة أن الآباء عموماً راضون عن أسلوبهم في تربية الأطفال، وعن أسلوب الحياة الذي يتم توفيره، لكنهم يلقون باللوم على العوامل الخارجية، مثل البيئة والمدرسة، بينما الإناث مهتمات بشكل أكبر لمعرفة المزيد حول التربية، ويشعرن بعدم الرضا. ويبدو أن العقاب المتبع للأطفال بالنسبة للإناث هو العقاب العاطفي، بينما بالنسبة للذكور فهو خليط ما بين العقاب الجسدي والمعاملة القاسية، كما أشارت الدراسة إلى أن الإنترنت والمجلات هي المصدر الأول للحصول على معلومات عن تربية الأطفال، وبالتالي لم يحضر أي منهم دورات لتربية الأطفال أو يلجأ لخبير في التربية. وفي هذا السياق تقول "الدكتورة هدى زكريا- أستاذ علم الاجتماع": دور الأب لا ينقص عن دور الأم في بناء العائلة والحفاظ عليها، فهو العمود الفقري للعائلة بأكملها، وبغيابه تفقد العائلة السند الذي تحتمي به لمواجهة العالم كله. مضيفةً: أهم دور للأب هو أنّه الدرع التي تحمي الأبناء منذ الصغر حتى بعد زواجهم، ولا يشعر الأبناء بالخوف إلا في غيابه، سواء أكان هذا الغياب بسبب المشاكل الزوجية أو ظروف القدر، كما أنه يكفل لهم تحقيق كل أحلامهم بالأموال التي يكدّ ليلاً نهاراً للحصول عليها. متابعة: في المراحل العمرية الأولى يكون دور الأم بارزاً في التربية وتوجيه السلوكيات، لكن عند الوصول إلى مرحلة المراهقة يتضح دور الأب جلياً خاصة في تربية الأولاد عن البنات. ناصحةً الأب في هذه المرحلة بخلق حالة من الوعي والمعرفة والعقاب، تجاه كل ما هو محتمل حدوثه، فيشعر الأبناء بأن هناك حرية لكن مسؤولة، تجعلهم يتحمّلون عواقب أفعالهم، فليست الحياة مطلقة لهم لفعل ما يشاؤون.