أخت الزوج والسِلفة.. حموات خلف الستار
  • Posted on

أخت الزوج والسِلفة.. حموات خلف الستار

تنتقل العروس من بيت أهلها إلى بيت الزوجية لتتغير مفردات حياتها بمحيط اجتماعيّ جديد يضم العديد من الشخصيات التي يكون بعضها داعماً لها أو متربصاً بها. إذ يتعدد في كثير من الأحيان القائمون بدور الحماة في حياة العروس الجديدة، التي لا تقتصر على أم الزوج فحسب بل تنضم أخت الزوج وزوجة أخيه الأكبر "السلفة" لتشكلا حلقة محكمة حول العروس الجديدة تزدحم بالصراعات والمكائد النسائية التي لا تنتهي. ويتعدد في هذا السياق التجارب التي مرت ولا تزال تمر بها الزوجات، ومنها: "نسرين 33 عاماً"، متزوجة منذ خمس سنوات، تقول إنها مع بدء انضمامها لعائلة الزوج صادفت العديد من المشكلات، كان أهمها غيرة سِلفتها منها وتربصها الدائم بها واصطيادها الأخطاء، والسخرية منها كلما أعدت طعاماً أو قامت بتنظيف أي شيء، حتى الأطباق، حيث الكل يعيش سوياً في بيت العائلة، ولكل منهم مسكنه الخاص. مؤكدة أنها كانت في البداية تتغاضى عن هذه الأمور، إذ كانت أم زوجها على علاقة طيبة بها، وبمرور الوقت استطاعت سلفتها أنْ تعكر صفو هذه العلاقة، باختلاق الأكاذيب المختلفة، ما زاد العلاقة توتراً والخلافات اشتعالاً لم تهدأ إلا ببحث زوجها عن سكن آخر بعيداً عن بيت أهله. فيما كان تسلُّط أخت الزوج وتدخلها في كل كبيرة وصغيرة هو مشكلة "حنان"، التي لم يمر على زواجها عام واحد، وتقول: على الرغم من أنّ علاقتها بأخت زوجها قبل الزواج كانت تتسم بالمحبة والصداقة والود لكن كل ذلك تغير إلى النقيض بعد الزواج بشكل مفاجئ وسريع، حيث أصبحت تتدخل في طريقة ملابسها، وتنزعج من كثرة خروجها مع زوجها وزيارتها لأهلها، بجانب طريقتها المتعالية في التعامل معها. مؤكدة أن زوجها كان الأكثر شعوراً بمعاناتها، وهو دائم الصد لمحاولات أخته الوقيعة بينه وبين أهله. متابعة أنها لا تزال تعيش في نفس المشكلة مضطرة لمقاطعة أخت زوجها. أما "ملك" فتقول: تزوّجت منذ أكثر من سبع سنوات وفي البداية كنت أعتقد أنّ نيل رضا أهل زوجي أمر سهل، لكنني اكتشفت أنه من أصعب الأمور التي تواجهها أيّ فتاة متزوجة حديثاً. مشيرة إلى أنها كانت زوجة الابن الكبير، وأنه لم يمر على زواجها شهر واحد إلا وتسللت المشكلات من جميع الاتجاهات، وكانت البداية من حماتها، التي كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ثم أخوات زوجها البنات، خاصة الكبرى، ثم حماها الذي كان شديد التأثر بحديثهن ومصدقاً لكل ما يرددنه عنها. مؤكدة أنّ هذه الخلافات تسببت في مشكلات كثيرة بينها وبين زوجها كانت ستنتهي بالطلاق، لولا حرص كل منهم على الآخر، مشيرة إلى أنه بمرر الوقت هدأت الأوضاع وكل منهم فهم شخصية الآخر، ما جعلها أكثر قدرة على التعامل معهم وتجنُّب الأمور التي تتسبب في المشكلات. في هذا الإطار تقول "الدكتورة هبة نائل- أستاذ علم الاجتماع": الزواج ليس علاقة بين فردين بل علاقة متشعبة بين عائلتين، حيث تنتقل الفتاة من بيت أبيها الذي تربت به على مدار ما يزيد على 20 عاماً أو أكثر إلى بيت زوجها مع عائلة جديد لكل منهم طباعه المختلفة بحسب البيئة التي تربى فيها، وهو ما يخلق العديد من الخلافات ليس بين الزوج والزوجة فحسب بل بين الزوجة والمحيطين بها من عائلة الزوج، خاصة النساء منهن مثل الأم وهي الحماة، وأخوات الزوج وزوجات إخوته الذكور. مشيرة إلى أنّ هذا الخليط من الشخصيات يكون لكل منهم طباعه الخاصة، فالحماة بطبيعتها تميل لممارسة الدور السلطويّ وتخشى من أنْ يبتعد عنها ابنها بسبب أيّ وافدة جديدة للأسرة، والمتمثلة في زوجة الابن، ومن ثمَّ تظهر المشكلات الشائعة بين الزوجة والحماة. لافتة إلى أنّ الخلاف بين أخت الزوج والزوجة يختلف في الغالب وفقاً لحالة هذه الأخت أكانت متزوجة أم لا، متعلمة ومثقفة أم غير ذلك، حيث إنها عندما تكون على سبيل المثال متأخرة في الزواج تكمن لديها بعض مشاعر النقص والغيرة من زوجة أخيها، وهو ما يتولد عنه وجود بعض المشكلات والصراعات التي تزول في كثير من الأحيان بزوال السبب. مضيفة: قد تكون هناك أسباب أخرى تتمثل في حب الأخت الشديد لأخيها، ما يجعلها تعتبر زوجة الأخ تهدد علاقتها بأخيها. وأشارت إلى أنّ العلاقة بزوجة الأخ الأكبر وزوجة الأخ الأصغر دائما يكون سببها الغيرة والندية، حيث تسعى كل منهما لإثبات أنها الأفضل، لكونهما محل مقارنة من المحيطين بهما. وأكدت أنّ الزوجة الذكية هي التي تنجح في البداية في فهم شخصية أهل زوجها والتعرف على مدخل كل شخصية وما تحبه وتكرهه، مع الحرص على وضع حدود في التعامل معها وإثبات شخصيتها دون فرض سيطرة أو تعالٍ وإنما من منطلق حفظ الكرامة وإثبات الشخصية. ونصحت بضرورة الحرص بقدر الإمكان على تجاهل بعض الشخصيات التي لا يكون لها تأثير في حياتها، حيث إنّ هذا التجاهل في كثير من الأحيان يكون أقسى من أيّ رد فعل آخر قد يتولد عنه مشكلات تزيد من توتر العلاقات.