ضمانات عودة الزوجين بعد الطلاق
  • Posted on

ضمانات عودة الزوجين بعد الطلاق

قد يراجع كل من الرجل والمرأة المُطلّقين نفسه بعد مرور فترة من الطلاق- سواء طالت أو قصرت- ويتخذان قراراً بالعودة واستئناف رحلة الحياة التي توقفت بضعة شهور وربما سنوات، عازمين على بدء صفحة جديدة خالية من أي ذكريات مؤلمة تعكر صفو الحياة الجديدة؛ فما الضمانات التي تجعل قرار عودة الزوجين بعد الطلاق تجربة ناجحة قادرة على محو ذكريات الماضي؟ في البداية تقول "سامية" التي عادت لزوجها بعد فترة طلاق دامت 4 سنوات "على الرغم من حدة الخلافات وتفاقم المشكلات التي تدفع بالزوجين إلى الطلاق، فهناك أشياء كثيرة تظل باقية في نفس الزوجين من بينها ذكريات جميلة جمعتهما معاً وأحلام مشتركة وغيرها من الأمور التي تمهد الطريق لعودتهما ثانياً، إذا ما سعى أي منهما لذلك". مؤكدة أن طلاقها كان لأسباب تافهة؛ بسبب تدّخل الأهل في كل صغيرة وكبيرة، مشيرة إلى أنّ أول القرارات التي اتخذتها وزوجها بعد العودة هو حل مشكلاتهما دون تدّخل من أحد. فيما تقول إيناس إنها عادت إلى زوجها بعد طلاق دام تسعة شهور، بعد عدة محاولات منه لطلب العودة؛ عازفاً على نغمة "من أجل الأولاد وندمه على طلاقها". مشيرة إلى أنها وافقت تحت إلحاح منه ومباركة من أهلها، لكنها لا تزال تشعر بأنه لم يتغيّر كثيراً بعد العودة. ومن جانبه اعتبر "طاهر الشريف" الذي عاد لزوجته بعد طلاق دام لمدة عام "الطلاق تجربة قاسية على كل من الزوج والزوجة على حد سواء؛ لكن على الرغم من قسوتها فإن بها العديد من الدروس المستفادة أهمها أنّها تمنح كلاً منهما الفرصة لتقييم نفسه، ومدى مسؤوليته عن فشل حياته؛ مشيراً إلى أن اتخاذه قرار العودة لمطلقته بعد عام من الطلاق كان بسبب شعوره بأنه المسؤول عن فشل الحياة بينهما بعصبيته الزائدة وعدم تقديره لدور زوجته. في هذا السياق تقول "الدكتورة سمر طلعت- الاستشاري الاجتماعي والخبير في شؤون الأسرة": عودة الزوجين لبعضهما بعد تجربة الطلاق لا يمكن وصفها بأنه قرار صائب أو قرار خاطئ إلا من خلال الإحاطة بالأسباب التي دفعت كلاً منهما لاتخاذ قرار العودة. مشيرة إلى أنه إذا كانت أسباب اتخاذ قرار العودة بعد الطلاق هي شعور كل منهما بالرغبة الحقيقية في العودة- مع التجاوز الحقيقي لكل الخلافات، وبدء صفحة جديدة يسعى خلالها كل منهما للتغيير من نفسه لإسعاد الآخر وإنجاح الحياة وعدم تكرار تجربة الطلاق مجدّداً- فلا شكّ أن هذا القرار يعدّ صائباً ومثمراً، ليس فقط لصالح الزوجين بل لصالح الأبناء والمجتمع بأكمله. وأضافت أما إذا كان في القرار نوع من الإجبار؛ كأن تكون الزوجة مضطرة لقبول العودة للزوج بسبب ضيق ذات اليد، أو لتربية الأبناء أو التخلّص من نظرة المجتمع التي تطارد المرأة المطلّقة، فلا شكّ أنّه قرار غير صائب تزيد معه احتمالات الفشل مجدّداً، سواء بحدوث الطلاق أو العيش في حالة من الكآبة والسخط. من أجل ذلك تنصح خبيرة الشؤون الأسرية بضرورة أن يكون قرار العودة بعد الطلاق بالاتفاق بين الزوجين، وأن يكون قائماً على وضع ضوابط ومعايير جديدة لضمان نجاح التجربة.